عن "التحرير والتنوير"
يُعد هذا التفسير علامة فارقة في الدراسات القرآنية المعاصرة، ويتميز بكونه:
- تفسيرًا بلاغيًا وأدبيًا: يركز ابن عاشور بشكل كبير على الجوانب البلاغية واللغوية للقرآن الكريم، ويُبرز إعجازه البياني، ودقائق الألفاظ والتراكيب. هو حريص على بيان أسباب النظم القرآني، والربط بين الآيات والسور.
- تفسيرًا عقليًا اجتهاديًا: لا يكتفي بالمأثور، بل يمعن النظر في المعاني القرآنية، ويستخرج منها الدقائق، معتمدًا على الفهم العميق والاجتهاد العقلي المنضبط بالضوابط الشرعية واللغوية.
- تفسيرًا مقاصديًا: يهتم ببيان مقاصد الشريعة الإسلامية من خلال آيات القرآن، ويُبرز الحِكم التشريعية.
- موسوعيًا وشاملًا: على الرغم من تركيزه على الجانب البلاغي، إلا أنه لا يغفل الجوانب الأخرى؛ فيتناول القراءات، والمسائل الفقهية، وأسباب النزول، والسيرة النبوية، والتاريخ، مع نقد آراء المفسرين السابقين بإنصاف ودقة.
- معاصرًا: ينهل من العلوم الحديثة في زمانه، ويُعالج بعض القضايا التي تثيرها الحداثة، ويقدم رؤى تتناسب مع تحديات العصر.
عدد أجزاء الكتاب
كتاب "التحرير والتنوير" في طبعته الأصلية يبلغ 30 جزءًا. عندما تذكر "1/12" فهذا يشير إلى الجزء الأول من طبعة مُجمعة في 12 مجلدًا، وهي طبعات حديثة قامت بجمع الأجزاء الأصلية (الـ 30) في عدد أقل من المجلدات لسهولة التداول والمكتبات.
أهمية "التحرير والتنوير"
يُعتبر هذا التفسير من المراجع الأساسية للمتخصصين في علوم القرآن، اللغة العربية، البلاغة، والفقه الإسلامي. وقد أحدث نقلة نوعية في منهجية التفسير، ولا يزال يُعد من أهم وأكثر التفاسير التي يرجع إليها الباحثون في وقتنا الحاضر.
من هو محمد الطاهر بن عاشور؟
هو عالم دين تونسي مالكي المذهب، يُعد من أبرز علماء القرن العشرين. كان شيخًا لجامع الزيتونة، وقاضيًا، ومُفْتيًا. له مؤلفات عديدة في مختلف العلوم الشرعية، أشهرها "التحرير والتنوير" و "مقاصد الشريعة الإسلامية". عُرف بعمق علمه، واجتهاده، ورؤيته الإصلاحية في التعليم والفكر الإسلامي.
التقييم والتعليقات
لا يوجد هناك تعليقات ...