الحمد الله الذي تفضل علينا بأن أطلق السنتنا بذكره، وحرك قلوبنا لمعرفته، وأفاض علينا من فضله ومنه، والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي هو قدوة الذاكرين وإمام المتقين وحامل لواء الشفاعة يوم الدين، فلولا تفضل الله علينا بنعمة ذكره ومعرفته لكان الناس في ضياع وتخبط وضنك في عيشهم وذلك مصداقا لقوله تعالى: ( ومن أعرض عن ذِكْرِي فَإِن لَهُ مَعِيشَةً مكا وَنَحْشُرُهُ يَوم القيمة أعمى) (طه ١٢٤) فكان ذكر الله تعالى هداية للناس في الدنيا والآخرة، في الدنيا إلى طريق السعادة والسرور ومرضاة الله تعالى، أما في الآخرة فبوصولهم إلى أسمى الغايات ونيلهم أفضل العطيات برؤية رب السماوات وإحلال الرضا عليهم من الله تعالى رب البريات. فكان لابد للوصول إلى ذلك المقصد العالي أن نتبع من قرّبه ربنا إلى المعالي، فأعطاه الدرر الغوالي، فناسبت قدره العالي، ولما كان نبينا صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء والمرسلين وخاتم النبيين جعله الله قدوة للعالمين حتى يسيروا على نهجه إلى يوم الدين فقال ربنا: ((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ الله كثيرا )(الأحزاب: 21 )
التقييم والتعليقات
لا يوجد هناك تعليقات ...