هذا الكتاب الثاني من سلسلة إضاءات من التاريخ السياسي اليمني المعاصر خلال الفترة الشطرية، وميدانه جنوب اليمن، وساحته عدن يروي مرحلة تاريخية عاصفة شهدت ارتفاعًا في وتيرة حركة المقاومة والتحرر من ربقة الاحتلال البريطاني وفي جنباتها تأسس المركز الثقافي الاجتماعي الإسلامي الذي كان واجهة لشباب يتطلع أن يكون بلده متحررًا من تجاذبات الأقطاب والقوى المحلية المرتهنة إلى تصارع القوى الدولية المتمثلة في تلك الفترة بالمعسكرين الرأسمالي والشيوعي، معتمدًا على شهادات جيل التأسيس وإلى بعض الوثائق ويستغرق الفترة الممتدة من 1965 حتى 1970..
الكتاب لا يحاكم أحدًا، ولا يدين مرحلة.. لكنه يحاول أن يجلي غبار التطفيف والتجاهل، ويفند افتراءات وأكاذيب روجتها أقلام سادت وهيمنت على منابر ومنصات التأثير الإعلامي في تلك الفترة الزمنية البائسة، وما زال بعض الذين لا يقرؤون التاريخ يكررون ذات الخطأ والخطيئة، وليس ثمة خطاب سياسي لا يقع في الأخطاء ولا توجد تجربة سياسية لا تتعرض للإخفاق إنما السياسي الراشد من يلتزم السير على طريق معرفة الأخطاء بحساسيته العالية من تكرار الوقوع فيها.
يهدف الكتاب إلى إعادة الاعتبار لرموز وشخصيات أسست وقادت حركة ضمن النسيج الوطني، وساهمت في حركة تحرير بلدها، وشاركت في بناء الشخصية الوطنية المعتزة بهويتها الإسلامية وانتمائها الوطني والعروبي. سيجد القارئ بعد الانتهاء من قراءة هذا الكتاب أن حركة المركز الثقافي الإسلامي لم تكن غريبة الوجه واللسان، ولا طارئة على مجتمعها وبيئتها كما حاول إقصائيون واستئصاليون ترويجها وما زالوا!
التقييم والتعليقات
لا يوجد هناك تعليقات ...