مَتنُ البيقونيةِ فِي مُصطلحِ الحديثِ، هو مَتنُ الانطِلاقِ في بِدايةِ هذا العلمِ، ثمّ التذكرةُ في علومِ الحديثِ لابنِ الْمُلقِّنِ (ت804هـ)، ثم نُخبةُ الفِكَرِ في مُصطَلحِ أهلِ الأثرِ، وشرحُه نُزهةُ النَّظرِ في توضيح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر، وكلَاهما للحَافظِ ابنِ حجرٍ (ت 852هـ)، ثم كتابُ معرفةِ أنواعِ علومِ الحديثِ والشَّهير بمقدمةِ ابن الصلاح (ت 643هـ). وقام الإمام النووي (ت676هـ) باختصار مقدمة ابن الصلاح، وأسمى كتابه: إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الخلائق، ثم أتى الحافظ ابن كثير الدمشقي (ت 774هـ)، فاختصره في كتاب جديد أسماه: اختصار علوم الحديث.
وقمْتُ بوضعِ شرحٍ لطيفٍ على متن البيقونيةِ وعدد أبياتها 34، وبدأتُ فيهِ بِترجمةٍ لحياة الإمامِ البيقونيِّ رَحمه اللهُ تعالَى- وقُمتُ بإلحاقِ نظرةٍ عامةٍ حولَ البيقونيةِ ومحَاسِنِها، ومنهجه فيها، وذكرت أشهر شروحها، ومَنْ قامَ باستدراكٍ لبعضِ أنواعِ الحديثِ التي لم يذكرْها الإمامُ البيقونيُّ، مَبادئُ علمِ مُصطلحِ الحديثِ، وألحقْتُ الشرح بمنظومةِ: غَرامِي صَحيحٌ في مُصطلحِ الحَديث لابنِ فَرحٍ الإِشبيليِّ (ت 699هـ)، ومنظومة: صِلُوا صَحِيْحَ غَرَامٍ في مُصطلحِ الحديثِ للعَلَّامةِ أبي العِرفَانِ محمَّد بن عليّ الصَّبَّان المِصْرِيّ الشَّافِعِيّ (ت 1206هـ).
وهذا الشَّرحُ يُناسِبُ طَلبةَ الْمَعاهدِ الشَّرعيةِ، ومَنْ يَرغبُ بالاطِّلاعِ على شرحٍ مُوجزٍ من غيرِ تَطويلٍ مُملٍّ أو تقصيرٍ مُخلٍّ، وأسألُ الله تعالى أن يتقبَّلَ هذا العملَ، وأنْ يجعلَه خَالصًا لوجههِ الكريمِ، والحمدُ للهِ ربِّ العَالَمِينَ.
التقييم والتعليقات
لا يوجد هناك تعليقات ...