نجح الغرب والمشروع الصليبي في تحطيم دولة الأمة والإطار السياسي الذي كان يجمعها ويحقق حفظ بيضتها، ويرعى دينها ويحرس فيها الفضائل ويحارب ويضيق على الرذائل.
وفور سقوط الخلافة العثمانية منذ قرن انطلقت الدعوات وتشكّلت الجماعات التي تستهدف الدعوة والإصلاح وتستهدف تحرير البلاد من المحتلين كما تستهدف استرداد الدولة وتمكين الدين من صياغة واقع الحياة من جديد، ليعود المسلمون لقيادة الحضارة البشرية لتنعم بالسلم والعمران والرفاه من جديد.
ورغم زوال الدولة إلا أن الأمة بقيت حقيقة قائمة تعبر عن حيويتها خلف كل رائد يقودها وتجربة تدعوها للبذل والتضحية في مجالي التحرير والتمكين، إلا أن التجارب الإسلامية كان عنوانها الفشل الكبير والهدر للطاقات واستهلاك رصيد الأمة الثمين.
إن التجارب الثورية ومشاريع وحركات التغيير الإسلامي أصابت في فكرتها وتحديد أهدافها ومرجعيّتها التي تعتمد القرآن والسنّة، ولكنها جانب الصواب في أشكال القصور والاضطراب المنهجي والخلل السياسي الذي يشير لخرق كبير يمسّ قيادتها التي استهلكت الدماء والموال والجهود في اتجاهات ومغامرات خاطئة دون محاسبة ولا وقوف على مواطن الخطأ ولا مراجعة!
أحاول في هذا الكتاب الإشارة بالسبّابة الى جوانب الاضطراب المنهجي والخلل السياسي واهتراء كثير من القيادات التي ارتدت قميصاً أكبر من قياسها وأعلى من مواصفاتها.
التقييم والتعليقات
لا يوجد هناك تعليقات ...