السعادة الاسرية - محمد ابراهيم خاطر
الأسرة الصّالحة هي أساس صلاح المجتمعات والكيانات البشرية، وبصلاحها يصلح العالم بأسره وتستقيم حياة البشر، ولذلك أولى الإسلام الأسرة اهتماماً كبيراً حتى قبل أن تنشأ، وحرص على كل ما يدعم استقرارها، وأحاطها بسياج من القدسية يحميها من الهزات والزلّات.
والسّعادة الأسرية لها أهميتها على مستوى الفرد والجماعة، فهي ضرورية لكل من الزّوج والزّوجة حتى تستمر الحياة بلا منغّصات، وخلق الدّافع لكي يبدعا في تربية أولادهم، كما أنّها ضرورية لكي ينشأ الأطفال ويتربّوا في محيط يشعرون فيه بالأمن والاستقرار، وهذا الأمر سينعكس عليهم بالإيجاب في المستقبل.
والسّعادة الأسرية لها أهميتها بالنسبة للمجتمع، فالأسرة السعيدة تُخرج أفراداً نافعين لأنفسهم ولغيرهم، والفرد لا يمكن أن ُيبدع في أي عمل ما لم يكن سعيداً ومستقراً في حياته الأسرية، وما يحزن في هذه الأيام هو أن الكثير من الأسر في الشرق وفي الغرب، فقدت هذه السّعادة وفقدت الروابط والأواصر التي تربط بين أفراد الأسرة الواحدة، وصارت هناك الكثير من الحواجز النفسية التي حرمت الأسرة من السعادة والاستقرار.
وتحقيق السعادة الأسرية في كل بيت كفيل بأن يقضي على الكثير من المشكلات التي تعاني منها المجتمعات الإنسانية في العالم بأسره، لأن هذه المشكلات نشأت نتيجة فقدان الاستقرار الأسري والشعور بالقلق والخوف والحرمان، وهذا الأمر يؤدي إلى بحث كل فرد من أفراد الأسرة عن بدائل لتعويض هذا الحرمان خارج البيت، وهي في الغالب بدائل مخالفة للشرع ومخالفة للفطرة، ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب لتحقيق السعادة الأسريّة وضرورة سعي كل فرد من أفراد الأسرة لتحقيقها. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
التقييم والتعليقات
لا يوجد هناك تعليقات ...